يقول علماء النفس إنه إذا فكرنا فى شىء ما بطريقة قوية وكأنه يحدث فعلا ونقتنع به، فإن جهازنا العصبى سيتعامل معه على أنه شىء حقيقى وواقع.
ويفسر لنا خبير التنمية البشرية "ناجح عمران"، هذا الأمر، فيقول "يمكننا تفسير هذه النظرية من خلال المثال التالى فلو أننا أحضرنا لوحا خشبيا بعرض مترين وطول ستة أمتار، ووضعناه على مجرى مائى بعمق متر واحد فقط، ثمّ جمعنا أصدقاءنا وحاولنا العبور عليه، سنجد أن الجميع يعبره بدون تردد، أما إذا حملنا نفس اللوح الخشبى وصعدنا به لوضعه بين عقارين على ارتفاع عشرة طوابق من الأرض ثمّ حاولنا العبور عليه من مبنى إلى آخر، فسنجد أن عددا محدودا سوف يعبر فقط".
ويوضح "عمران"، ما حدث بقوله "نحن نفس الأشخاص الذين عبروا المجرى المائى فى البداية، ولكن الاختلاف جرى نتيجة أننا ركزنا تفكيرنا فى البداية على ضمان النجاح فى العبور، وتعاملنا معه إلى أنّه أمر واقع لا محالة، أما فى المرّة الثانية فقد ذهب تفكيرنا إلى احتمال الفشل، وتصوّرنا أنّ احتمال وقوعه كبير، فغالبا ما نتخيّل ماذا سيحدث لنا إذا سقطنا من هذا الارتفاع، فأصبح الخوف أمرا طبيعيا".
ويشير عمران إلى أن الهدف الذى نوجه إليه ذهننا هو طريق النجاح، مشيرا إلى ضرورة أن يصنع الفرد لنفسه صورته الخاصة بالوضع الذى يرغب أن يحققه، فهذه الصورة المصنوعة هى وسيلة جيدة لتحقيق النجاح وخطوة رائعة لقهر التردد الذى يعانى منه كثير من الأفراد، فعندما يعبر الشىء فى ذهنك أوّلاً، يصبح عبوره على أرض الواقع أيسر كثيراً مما تتصوّر.