الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد ثبت في الصحيحين والسنن من حديث حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم انتهى إلى سُبَاطة قوم فبال قائماً.
فدل هذا على جواز التبول قائماً بشرط أن يأمن من أراد فعل ذلك من ارتداد البول عليه كما ذكر ذلك بعض أهل العلم. وقد بين الإمام النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم أن الأحاديث الواردة في النهي عن البول قائماً ضعيفة باستثناء حديث عائشة رضي الله عنها الذي رواه أحمد وأهل السنن أنها قالت: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال قائماً فلا تصدقوه. ويجاب عن هذا أن المثبت مقدم على النافي، وأن عائشة رضي الله عنها حكت ما رأته هي في داخل بيتها، ولا يدل على المنع العام.
فيجب على المسلم أن يحترز من بوله لئلا يرتد منه شيء إلى ثيابه أو بدنه لأن عدم الاحتراز منه يعد من أسباب عذاب القبر لقوله صلى الله عليه وسلم: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة" متفق عليه . وفي رواية: لايستنزه وفي رواية أخرى لا يستبرئ. والجميع بمعنى واحد. والتبول واقفا في الحالة التي ذكرها السائل جائز حيث إن الحمامات تكون متسخة بالنجاسة ويتعذر إزالتها، ويشترط لذلك أن يأمن من ارتداد رشاش البول عليه فقد روى البخاري في الصحيحين عن حذيفة قال: "أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم فبال قائما ثم دعا بماء فجئته بماء فتوضأ".
والله اعلم