موضوع: شــــــــروط لا إله إلا الله الخميس سبتمبر 27, 2012 2:20 am
لا إله إلا الله، هي أحب الكلام إلى الله، هي أول شيء دعت إليه الرسل عليهم السلام، هي كلمة الإخلاص كلمة التوحيد ، هي أصل الدين وأساس الملة.
ومعناها لا معبود بحق إلا الله، كما قال تعالى :{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } الحج62.
ولا بد في شهادة أن لا إله إلا الله من شروط لا تنفع قائلها إلا باجتماعها، وهي كالتالي:
الأول - العلــم : المنافي للجهل ، والمراد به العلم بمعنى لا إله إلا الله نفياً وإثباتاً وما تستلزمه من عمل ( فاعلم أنه لا إله إلا الله ). تجد الشخص يقول: لا إله إلا الله وهو مع ذلك يطوف بالقبور، فيزاول الشرك وهو يقول: لا إله إلا الله، وهذا دليل على جهله بمعناها ، فلا بد أن نعلم معنى لا إله إلا الله ، حتى لا يقع الإنسان فيما يضادها.
الثاني ـ اليقيـــن : المنافي للشك ، وهو أن يقولها موقناً بمدلولها معتقداً صحة ما يقوله من أحقية ألوهية الله تعالى ، فإن كان شاكّا مرتابا بما تدلّ عليه لم تنفعه (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ) .
حيث أنه إذا كان شخص يتردد، مرة يقول لا إله إلا الله، ومرة يأتي بما يناقضها، ومرة على مزاجه، إن شاء قالها، وإن شاء نقضها ، فهذا ليس على يقين منها، ولا من الثواب المرتب عليها ، فالذي يتردد هو الشاك ،والشك هو نقيض اليقين.
الثالث ـ الإخلاص : المنافي للشرك ، الإخلاص لا بد منه ، وهو شرط لكل عبادة، فلا عبادة مقبولة إلا مع الإخلاص ، و هو أن تكون الأقوال والأفعال خالصة لوجه الله ليس فيها رياء، و تصفية العمل من جميع شوائب الشرك، بأن لا يقصد بقولها طمعا من مطامع الدنيا و لا بد أن يكون العمل خالصاً لوجه الله -سبحانه وتعالى-، يقول: "لا إله إلا الله مخلصا لله" لا بتأثير قريب أو بعيد، كبير أو صغير، متبوع أو رئيس،(وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين).
الرابع ـ الصــدق : المنافي للكذب ، وهو الصدق مع الله بأن لا يكون منافقاً يُظهر ما لا يُبطن فيقول هذه الكلمة صادقاً في قولها، مصدقاً بها، عاملاً بمقتضاها. (آلم . أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) .
الخامس ـ المحبـــة : المحبة لهذه الكلمة، ولما تدل عليه فيحب الله ورسوله ويقدم محبتهما على كل محبة (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله) . أما من يحب أحداً كحبه لله فهذا شرك، فأهل لا إله إلا الله يحبون الله حبا خالصا، وأهل الشرك يشركون فيحبون مع الله غيره، وهذا ينافي معنى لا إله إلا الله.
أو يبغض الله أو ما جاء عن الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، فهذا ينقض لا إله إلا الله؛ لأن هذه المحبة شرط من شروط لا إله إلا الله، ومن شروط صحتها، ونفعها للمكلف {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} محمد 9 .
فكراهية الله، أو كراهية ما جاء عن الله، أو كراهية الرسول، أو كراهية دين الرسول، أو بعض ما جاء عن الرسول هذا منافي لمعنى: لا إله إلا الله.
السادس ـ الانقيــاد : المنافي للترك ، وهو الإتباع بالأفعال والعمل بمقتضى هذه الكلمة، فلا بد أن ينقاد المسلم ويستسلم لله -سبحانه وتعالى-، فلإسلام هو الاستسلام والانقياد والإذعان وإلا فما معنى مسلم لا ينقاد لأوامر الله، ولا يستسلم لأوامره ، والعروة الوثقى هي: لا إله إلا الله. (ومن يُسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور) .
السابع ـ القبـــول : القبول المنافي للرد ، وهو أن يقبل كل ما اقتضته بقلبه ولسانه فيؤمن بكل ما جاء عن الله ورسوله فلا بد أن تقبل لا إله إلا الله، وأن تقبل جميع ما تلزمك به ، فلا ترد شيء من مقتضياتها (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون) .
الثامن : الكفر بما يعبد من دون الله فمن قالها مع عدم تبرئه من الشرك وأهله واعتقاد أنهم على باطل لا تنفعه ، فمن يقول: لا إله إلا الله وجب عليه أن يكفر بما يعبد من دون الله، فلا بد من الإيمان بالله، والكفر بالطاغوت، فهما ركنا الإيمان، وهما ركنا لا إله إلا الله، ولا تصح شهادة ألا إله إلا الله إلا بالكفر بجميع ما يعبد من دون الله كائناً من كان. قال - صلى الله عليه وسلم-:" مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَكَفَرَ بِمَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَرُمَ مَالُهُ وَدَمُهُ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ".