موضوع: الوســواس القهــري الخميس أكتوبر 18, 2012 4:16 pm
الوسواس فكرة متسلطة ، والقهر سلوك جبري يفرض نفسه على المريض ويلازمه ولا يستطيع المريض مقاومته على الرغم من اقتناعه بعدم معقوليته وعدم فائدته ، ويشعر المريض بالقلق والتوتر إذا ما حاول استبعاد ال فكرة المتسلطة أو عدم إتيان الفعل القهري ويطلق على الوسواس عصاب الحصار ، حيث أن الفكرة المتسلطة تحاصر المريض ولا يستطيع الفكاك منها .
لذا ينشغل عقل المريض بأفكار غير سارة ، ويشعر باندفاعات تبدو غريبة بالنسبة إليه وأنه مدفوع ليؤدي أعمالا لا تسره ، وليس لديه القدرة على الامتناع عنها ، وقد لا يكون للأفكار والوساوس معنى في ذاتها ولكنها مع ذلك ، أفكار مثابرة ومسيطرة على عقل المريض دائما فهي نقطة البدء في تركيز فكري مجهد ينهك المريض ،ويشعره بالقلق ويتألم كما لو كان الأمر مسألة حياة أو موت وتتكون الاندفاعات في الغالب من بعض الأشياء المخفية ، حتى أن المريض لا ينكرها على أنها غريبة فحسب بل إنه أيضا يتهرب منها في رعب ويحمي نفسه بالحذر والحرص الدقيق ضد إمكانية ظهورها .
الفرق بين الوساوس – والأفعال القهرية :
الوساوس / هي أفكار أو صور ٍأو مخاوف أو اندفاعات متكررة وغير مرغوب فيها.
الأفعال القهرية/ هي أفعال أو أنماط سلوكية معقدة (طقوس متكررة غير مرغوب فيها ) وعادة ما يخلط الناس بينهما لكن هناك فرق كبير بينهم كما يتضح من التعريف السابق.
وبائية المرض:
العمر: تزيد نسبة حدوث المرض في السن المبكرة إذ تبلغ نسبه حدوثه تحت سن 25سنة نحو 65% من المرضى بينما في سن 35 سنة 15% فقط من نسبة المرضى.
الجنس: يتساوى الذكور والإناث (أو قد يزيد بمعدل خفيف لدى الإناث)
معدلات الانتشار: عصاب الوسواس القهري من أقل الأمراض النفسية شيوعا فتبلغ نسبته في المجتمع 05.% فقط .
أعراض الوسواس القهري
أ- الأفكار Ideas
عادة ما تكون أفكارا متعلقة بالدين أو الجنس: وهي لا شك أفكار مزعجة يصفها المريض وكأنها قوى معاكسة داخلية تبغي إرهاقه وإزعاجه ،،، ولا يمكن بالطبع أن تكون أفكاراً طيبة أو جميلة ، وإلا لما اشتكى منها المريض ..
وأكثر الأفكار إزعاجا للمريض تلك المتعلقة بالدين خاصة إذا كان المريض متدينا، فيتشكك مثلا في وجود الله أو تسيطر عليه فكرة أن الكتب السماوية من تأليف الأنبياء أو تسيطر عليه أفكار جنسية غير معقولة.
ب- الصور Images
وهنا تسيطر الصورة بدلا من الفكرة .. صور كاملة يراها مرسومة في ذهنه صورة مؤذية تسبب له إزعاجا وضيقا وهما ، فترسم صورة عزيز عليه قد دهمته سيارة ،، أو صورته وهو يمارس الجنس مع المحارم ، وهيهات أن يتحقق له الخلاص من هذه الصورة المزعجة التي تحتل عقله يراها بعينه الداخلية وكأنها مجسدة أمامه بالألوان .
جـ- الاندفاعات Impulses
هناك من الأفعال ما يستبعد أن يفكر الإنسان في القيام بها.. كأن يقذف الإنسان نفسه من مكان مرتفع أو يلقي بنفسه أمام سيارة مسرعة وذلك لعدم وجود أي رغبة في الانتحار.. أما المكتئب الذي تسيطر عليه الرغبة في التخلص من الحياة فهو الوحيد الذي قد تطرأ له هذه الأفكار وقد تأتي بصورة رغبة اندفاعية ،، ولكن مريض الوسواس القهري قد تأتي له مثل هذه الاندفاعات ويشعر كأنه يهم بفعلها ولهذا يتحاشى الأماكن المرتفعة وقد يتحاشى المشي في الشارع خشية أن يحقق هذا الاندفاع بأن يلقى نفسه أمام السيارة المسرعة ..
د- المخاوف Phobias
وهي أيضا مخاوف قهرية لا يستطيع الإنسان مقاومتها أو التغلب عليها وكذلك لا يستطيع الإنسان التخفيف منها باستعمال المنطق ، فهو يعلم أن الأمر لا يدعو للخوف ولكنه رغم ذلك يشعر بالخوف الشديد ،، فتلك السيدة التي تتولاها الرغبة الاندفاعية لدفع السكين في صدر ابنها ، يتولاها فزع إذا رأت سكينا وصادف أن ابنها بجوارها وتجري تاركة المكان .
الخصائص الشخصية لمريض الوسواس القهري :
1- الصلابة وعدم المرونة.
2- صعوبة التكيف والتأقلم للظواهر المختلفة .
3- يحب النظام والروتين وضبط المواعيد.
4- الدقة في كل الأعمال التي يقوم بها.
5- الاهتمام بالتفاصيل في كل كبيرة وصغيرة.
6- الثبات في المواقف الشديدة.
7- التميز بالذكاء وسرعة البديهة.
8- كثرة الشك.
9- وجود بعض الأفكار الاضطهادية.
10- التعرض في طفولته لكثير من الضغوط النفسية .
11- أفكار وسواسية قهرية.
12- أفكار وأفعال وسواسية مختلطة.
13- شخصية غير مرنة .
14- المعاناة من أفعاله الوسواسية .
15- كثرة الشكوى من الآخرين وخاصة الرؤساء .
16- كثرة التصادم مع الآخرين .
ولا شك أن الإنسان الناجح يحتاج لبعض سمات الشخصية الوسواسية حتى يستطيع تنظيم ذاته، ولكن إذا زادت عن الحدود الطبيعية تصبح معرضة لصاحبها بالصدام مع الزملاء والرؤساء ومع المجتمع ككل .