ذهب أحد مديري الإنشاءات إلى موقع من المواقع حيث كان العمال يقومون بتشييد
أحد المباني الضخمة في فرنسا واقترب من أحد العمال وسأله "ماذا تفعل ؟". . .
فرد عليه العامل بطريقة عصبية قائلا " أقوم بتكسير الأحجار الصلبة بهذه الآلات
البدائية , وأقوم بترتيبها كما قال لي رئيس العمال , وأنصبب عرقا في هذا الحر
الشديد , وهذا عمل متعب للغاية ويسبب لي الضيق من الحياة بأكملها". وتركه مدير
الانشاءات.
وذهب إلى عامل آخر وسأله نفس السؤال , وكان رد العامل الثاني "أنا
أقوم بتشكيل هذه الأحجار إلى قطع يمكن استعمالها , وبعد ذلك تجمع الأحجار
حسب تخطيطات المهندس المعماري وهو عمل متعب , وأحياناً يصيبني الملل منه
، ولكني أكسب منه قوت عيشي أنا وزوجتي وأولادي , وهذا عندي أفضل من أن
أظل بدون عمل".
وذهب مدير الإنشاءات إلى عامل ثالث وسأله أيضا عما يعمله
فرد عليه قائلاً وهو يشير إلى أعلى "ألا ترى بنفسك أنني أقوم ببناء ناطحة
سحاب".
من هذه الإجابات نرى أن العمال الثلاثة رغم أنهم كانوا يقومون بنفس العمل إلا أن
نظرتهم تجاهه كانت مختلفة تماما.
إن النظرة تجاه الأشياء هي غاية في الأهمية, وهي الاختلاف الذي يؤدي إلى التباين
في النتائج , وهي مفتاح للسعادة , وهي الوصفة السرية وراء نجاح القادة
والعظماء.
وإذا تناولنا الحديث عن مصدر نظرتنا تجاه الأشياء فإنه طبقاً لرأي د.جيمس
ماكونيل مؤلف كتاب فهم سلوك الانسان "تنبع نظرتنا تجاه الأشياء من اعتقاداتنا".
وكما قال دنيس واتلي مؤلف كتاب سيكولوجية الفوز: "إن نظرتك تجاه الأشياء هي
من اختيارك أنت ".
يمكنك أنت أن تقرر أن تبتسم ...
يمكنك أنت أن تقرر أن تشكر الناس ...
يمكنك أنت أن تقرر أن تقوم بالعطاء ومساعدة الآخرين ..
يمكنك أنت أن تكون أكثر تفهماً وتسامحاً
. , هذا ممكن فقط عندما نقرر أنا وأنت أن نحرر أنفسنا من سيطرة الذات .